دروس مستفادة من النهضة التنموية في كوريا الجنوبية
دروس مستفادة من النهضة التنموية في كوريا الجنوبية
انتهاء الحرب العالمية الثانية بهزيمة اليابان أدى إلى تفكك أهم مستعمراتها (كوريا) التي تم تقسيمها إلى قسمين: شمالي تحت سيطرة الاتحاد السوفيتي وجنوبي تحت سيطرة الولايات المتحدة.
أول رئيس حكم كوريا الجنوبية كان خريج جامعة هارفرد الامريكية و كان معادي للشيوعية والذي استطاع بدعم أمريكي قوي أن يؤسس لمؤسسات كوريا الجنوبية.
انتهت فترة رئاستة الثالثة بانقلاب عسكري وتم نفيه خارج البلاد. تلى ذلك انقلاب عسكري ثاني بقيادة" باك تشونغ هي".و هو من يرجع إليه الفضل في النهضة الاقتصادية الشاملة التي شهدتها كوريا الجنوبية.
حكم تشونغ هي 17 عاما منذ الفترة 1962-1979 و برغم من النهضة الاقتصادية التي حولت البلاد كليا ظل تاريخه مشوبًا بظلال الديكتاتورية منذ توليه الحكم مباشرة بعد قيادته للانقلاب العسكري، بالإضافة إلى ما قام به من تعديلات دستورية لتعزيز سلطته وضمان بقائه في الحكم.
نعود لوضع كوريا الجنوبية بعد الحرب العالمية الثانية, كانت البلاد قد دمرت تماما بسبب الحرب , كانت مدينة سؤول في معظمها تحت الأنقاض, خاضت سؤول أكثر من أربع مرات منفصلة من القتال خلال الحرب الكورية. وقد بلغ عدد الخسائر البشرية ما بين قتيل ومفقود وجريح نحو أربعة ملايين شخص، وكان ضحايا المدنيين ضعف ضحايا العسكريين.
لماذا تستحق التجربة الكورية الجنوبية الدراسة؟ لأنها مررت بما نمر به و لكنها نجحت في التحول الى دولة حقيقية و نموذج يحتذى.. بلد متوسطة الحجم تفتقر إلى الموارد.
كانت كوريا الجنوبية حين تأسيسها واحدة من أفقر دول العالم؛ لم يكن دخل الفرد فيها يتعدى 80 دولارًا في السنة،كانت تعاني من دمار اقتصادي وفوضى سياسية، وبعد التقسيم ساءت الحالة الاقتصادية أكثر بسبب توقف النشاط الاقتصادي والتجاري الذي كان مترابطًا بين الشطرين. وجاءت الحرب الكورية سنوات 1950-1953، و الحقت دمارًا واسعًا شمل كل القطاعات بالجنوب قُدرت الأضرار الناجمة عن الحرب بحوالي 69 مليار دولار أي ما يعادل خمس مرات الناتج الإجمالي لكوريا الجنوبية حينها.
دمرت الحرب ربع البنية التحتية للبلد؛ ودمرت 40% من الوحدات السكنية تدميرًا كاملاً. أتت على46.9 % من شبكة السكة الحديدية و500 كيلومتر من الطرق والقناطر ودمرت 80% من محطات توليد الكهرباء.
بالإضافة إلى ذلك ألحقت دمارًا واسعًا بالبنية الصناعية؛ حيث دمرت 68% من مجموع المصانع وتراجع الإنتاج الصناعي بحوالي 75%، كما تراجع إنتاج الأرز بـ 65%خلّفت الحرب أيضًا خسائر بشرية كبيرة قُدرت بحوالي 1.3 مليون كوري جنوبي. ومع انتهاء الحرب، تراجع دخل الفرد إلى حوالي 50 دولارًا سنويًا، وأصبحت كوريا تعيش على المساعدات الخارجية بشكل كامل، ودخلت البلاد في مرحلة من الاضطرابات الاقتصادية والسياسية.
أعتقد الجميع أن كوريا الجنوبية ستكون معتمدة كليا على المساعدات و المنح الخارجية كما قلنا سابقا هي تفتقر للموارد بالأساس.
نتطرق في الدروس القادمة كيف استطاعت خلق نموذج جديد في النهضة الاقتصادية في ظل هذي الظروف و هي ظروف أسوأ مما تمر به اليمن حاليا. و نتطرق أيضا لدور القيادة السياسية في انقاذ البلد و التعافي الوصول الى نموذج سباق و رخاء اقتصادي و دور العلاقات الدولية الخارجية في المساهمة في خلق هذا النموذج بهدف المقارنة مع اليمن. الي مهتم ينضم للكورس برسله الرابط و ممكن نلخص سوا .
.