-->

كوريا الجنوبية..اللغة العربية تساوي فرصة عمل

         كوريا الجنوبية..اللغة العربية تساوي فرصة عمل

-من اجمل القصص التى يمكن للمرء ان يستمع إليها هي قصة اللغة العربية في كوريا الجنوبية وفي شهر مارس يحتفل قسم اللغة العربية في جامعة هانكوك بمرور خمسين سنة على تأسيس القسم الذي يعد اقدم اقسام اللغة العربية في كوريا وتصل عددها الى ستة اقسام في خمس جامعات والأول في فرع جامعة هانكوك في العاصمة سيول والثاني في فرع نفس الجامعة في منطقة "يونج إن" وفي العاصمة سيول هناك قسم ثالث للغة العربية في جامعة "ميونج جي" وهناك ثلاث اقسام خارج العاصمة و الأول في جامعة بوسان والثاني في جامعة دانكوك والثالث في اقصى الجنوب الغربي في مقاطعة جوانج جو في جامعة تشوسن بالإضافة ايضا الي قسم اللغة العربية في كلية الدراسات العليا للترجمة GSiT في جامعة هانكوك الذي يمنح درجتي الماجستير والدكتوراه في الترجمة العربية لطلاب يختارهم القسم من افضل خريجي اقسام اللغة العربية الستة بكوريا.
-الاساتذة الأوائل
وسبب تأسيس هذه الاقسام الستة الى الرعيل الأول من الاساتذة الكوريين الذين سافر معظمهم الى الشرق الاوسط ومصر في الستنيات و السبعينيات في القرن الماضي ورجعو الى كوريا وأساسو فيها هذه الاقسام التى شاهدت الان تزايد كبير في نسبة الإقبال على دراسة اللغة العربية والحكومة الكورية إختارت ان تكون اللغة العربية إحدى اللغات الثانية التى تمتحن فيها طلاب المرحلة الثانوية وكان هذا الحدث الاكبر والابرز في تاريخ اللغة العربية في كوريا لم تأتي الا منذ سنوات قليلة ومن يومها واهتمام الطلاب بالغة العربية يزداد على حساب اللغات الذائعة الصيت كالإنجليزية والفرنسية ولقد اصبح امرا شائعا الان ان تستمع وانت تسير في شوارع سيول اما الى احد الكوريين من طلاب او خريجي الجامعات الكورية يتحدث العربية او من احد العرب الذين تكاثرت اعدادهم في الاونة  الاخيرة في كوريا.
والحضور العربي في كوريا كان نادرا جدا اما في السنوات القليلة الماضية والان فقد ازداد اهتمام العرب بالحضور الى كوريا وخاصة طلاب البعثات الدين اصبحو يفضلون كوريا على الولايات المتحدة و اوروبا.
-اسباب الاهتمام
  يوجد اسباب متعددة لإهتمام الكوريين بالغة العربية وقد شهدت كوريا في الاواني الاخيرة نهضة علمية وإقتصادية واسعة وزاد اتصالها بالشرق الاوسط بعد أن اصبحت المنطقة العربية سوقا رائجة لمنتجات الشركات الكورية العملاقة مثل سامسونج وإل جي وكيا وهيونداي، ومما دفع كثيرا  من الكوريين الى المسارعة بدراسة اللغة العربية نظرا لما تحققه هذه الدارسة لصاحبها من فرص عمل الانتاح لدارسي اللغات الاخرى.
ويوجد كثير من طلاب قسم اللغة العربية يبدوان حياتهم العملية قبل التخرج خاصة المتفوقين منهم لكن اهم مايميز هؤلاء الدارسين هو حبهم الشديد للعربية وأهلها، بل ويتحول كثير منهم الى أصدقاء للعرب يدافعون عنهم في ظل الهجمة المسعورة التى تشنها الميديا العالمية على كل ماهو عربي او مسلم.

سبعة زائد واحد
يَدرس الطلاب اللغة العربية والثقافة الإسلامية في ثمانية فصول دراسية تُسمَّى سبعة زائد واحد، إذ يدرس الطلاب سبعة فصول دراسية في كوريا، ثم يذهبون إلى أحد الأقطار العربية للدراسة لمدة فصل دراسي واحد لإكمال دراستهم هناك، حيث يستمعون إلى اللغة واللهجات العربية بشكل مباشر، ثم يعودون وقد اكتسب كل منهم العربية باللهجة المصرية أو الأردنية أو التونسية. يجيد كثير من هؤلاء الطلاب الفصحى إجادة تامة، غير أنهم يعجزون في البداية عن التفاهم مع العرب باللهجات العامية، لكن هذه المشكلة تزول بالتدريج كلما كانوا أكثر ارتباطًا بمن يتعرفون عليهم من العرب.
وهكذا يتمكن طلاب في كوريا الجنوبية من تعلُّم اللغة العربية بسهولة، بينما الطلاب العرب يتعثر أكثرهم في الحديث بالعربية الفصحى. كما يتخذ كل واحد من هؤلاء الدارسين اسمًا عربيًا يعرفه العرب من خلاله نظرًا لصعوبة الأسماء الكورية على الأجانب، مثل: صالح بارك، وأمين كيم، وأحلام كواك، ونبيلة يون، وغيرهم.
تقصير العرب
يشكو الأساتذة الكوريون من قلة المناهج الدراسية والكتب التعليمية التي يستخدمونها في تدريس العربية، لكن بعضهم يقوم بإعداد هذه المناهج والكتب. كم نتمنى أن تهتم المؤسسات الرسمية في العالم العربي باللغة العربية بالقدر الذي يهتم بها الكوريون. تحتاج العربية الحديثة إلى عدد من الكتب في تعليمها للأجانب، وهذا أمر – مع الأسف – يُقصِّر فيه العرب كثيرًا، كما نتمنى أن تتابع البعثات الدبلوماسية والملحقيات الثقافية العربية في كوريا الأنشطة التي تقوم بها هذه الجامعات وأن تدعمها معنويًا، وأن تُسهِّل لها بعض الصعوبات، خاصة تلك التي يواجهها الطلاب الكوريون عند دراستهم في العالم العربي.
ويتبقى في النهاية الإشارة إلى الجمعية الكورية للغة العربية والأدب العربي التي يزيد أعضاؤها على الخمسين، وهم يتألَّفون في معظمهم من أساتذة ودارسي اللغة العربية في الجامعات الكورية. وتُصدِر الجمعية مجلةً فصليةً اكاديمية مُحكَّمة تُعنَى بدراسات اللغة العربية والأدب العربي. وهؤلاء الأساتذة الكوريون يشكلون مجتمعًا شديد الترابط والارتباط بالعالم العربي، حيث يتوافدون في زيارات مستمرة على الجامعات العربية والمؤتمرات التي تعقد فيها.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *